مئات السنين مرت على معظم دول العالم و الكهرباء لم ترمش بعينها خوفاً على سلامة و حق المواطن الذي يعيش على الكهرباء , اصبحنا مثل الرجل الآلي الذي يتغذى و ينام و يسهر و يعمل و يشرب عليها …..
منذ بضعة سنين انقطعت الكهرباء في البرازيل لمدة 15 دقيقة ,انقلبت شوارعها الى شوارع الفوضة و الخراب مطالبين بالكهرباء و بعدم مسوؤلية الدولة و بعض من رفع دعوة قضائية على الدولة و خاصة على وزير الطاقة بسبب ما سببه من حالات نفسية لدى اطفالهم , وكذلك فعل الشعب في بعض الدول الاخرى بسبب انقطاع الكهرباء .
اما في لبنان , تاتي الى الدولة الاكثر انفتاحاً تقريباً في الشرق الاوسط , هنا وزير الطاقة و الى من يتبع حزبياً ان لم يسرق على حساب المواطن تعتريه حالة نفسية شديدة لا علاج لها , و يعتبرها ذهب خالص , لم يقدر على سرقته .
و من جهة اخرى تخصخصها الدولة بسبب الميزانية المحدودة و كأنها شركة تابعة لابيهم ليست لدولة لبنان , و تراهم جالسين في منازلهم غير آبهين للمواطن الذي يسهر ليال الصيف الحار دون كهرباء آملاً بنسمة هواء عليلة , و يترك المواطن ليعيش عيشة لا رحمة من فرن الصيف لينام و يحلم بغدا عله يكون فرجاً .
و هؤلاء الحكام ان رمشة الكهرباء لثانية في بيوتهم ادخلوا مسببين قطعها الى السجون محتميين بحصانتهم المزورة , و التي اسميها بالمفترسة آكلة لحوم البشر تنهش بلحم المواطن كل يوم .
و ترى الكهرباء في بعبدا ” القصر الجمهوري ” لا تنقطع و لو للحظة و في الاشرفية لانها الجميزة و على مشارف السوليدير و في السوليدير لانها المقصود الاول و الاخير للسياح و اغنياء البلد و في الحمرا لانها في محيط قريطم و فيردان لانها تابعة لعين التينة و اما في الضاحية الجنوبية لانها تابعة للمربع الامني لا نرى الا زرازير السيجارة و اضواء القدحات و ان راينا الكهرباء فتعمي عيوننا بسبب ” الاطفي اضوي ” و في البقاع و لا احد ينكر الحرمان البقاعي نراها مثل ايام الكسوف و الخسوف وفي الشمال و الجنوب , يعتمون قلوبنا و حياتنا لكي ينوروا دروب سرقتهم , ليسرقوا مدخول الضراءب لهذه الشركة و يضعون الميزانية في بوز المدفع و يقولون لا نستطيع ان نعطيها 24\24 لجميع المناطق اللبنانية , و الضريبة في لبنان تعتبر من اغلى الضراءب في العالم و الحد الادنى 750,000 ل ل .
انا ساسلم جدلاً بان الميزنية لا تسمح , لدينا من الماء و الانهار في لبنان اكثر من اي دولة في العالم ,لماذا لا يبنون السدود التي تساعد على الري الصحي و تخزين الماء و توليد الطاقة الكهرومائية …؟؟!!
و لدينا في البقاع اراض شاسعة شبه صحراوية لا يعيش فيها لا انسان ولا حيوان ولا نبات , لماذا لا يبنون المراوح الهوائية للطاقة التي تكفي البقاع و المناطق المجاورة …؟؟!!
لم يبقى للمواطن الا الهواء و الماء و قليل من الطعام ليعيش وهو ساكت لا يتكلم و كانه شيء ياكله الصدء و يغطيه شرشف من الغبار العاجي اللون لا نسمة هواء ينفخ عنه غبار السياسيين الذين يعملون على احتكار الهواء ليعدموا الشعب و يسكتوه و صدق من قال ” لي طلع الجحش على الميدنة يروح ينزلو ” , و لا احد غير الشعب العاضض على جرحه يحل و يربط بامور عيشه و حقه .
و بئس دولة مركبة و شبه ممزقة تهدينا الديمقراطية الكاذبة .